فانتازيا تاريخية تآمرية
ربيع عرابي
كان المغيرة جالسا فوق تلة صغيرة يتأمل الكثبان الممتدة أمام ناظريه تذرو رمالها الرياح وتتوهج قممها بأشعة الشمس الحمراء الغاربة خلف الأفق البعيد … حين تناهى إلى سمعه وقع حوافر فرس تعدو مقتربة منه فتبدد سكون الصحراء.
أهلا بالوليد … ما وراءك … مالي أراك ممتقع اللون … ساهم النظرات؟
ترجل الوليد عن فرسه … وجلس إلى جانب صديق عمره ورفيق دربه المغيرة يجاهد لإلتقاط أنفاسه اللاهثة ويمسح العرق المتصبب من جبينه.
لقد هزمت قريش … قالها المغيرة والغصة في حلقه … والوجوم باد على محياه.
ما تقول ياهذا ؟ …
أبك مس من الجنون ؟ …
أم أنك أسرفت في شرب الخمر؟!!!
أسند الوليد ظهره إلى صخرة قريبة مطرقا رأسه إلى الأرض شاردا حزينا وقد أخذت الحيرة منه كل مأخذ.
لا هذا ولا ذاك … الخطب أعظم من ذلك وأجل.