﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)﴾ صّدَقَ الله العَظِيمِ
ربيع عرابي
مِنْ لَوْعَةِ الشَّوْقِ تَبْكِيْ أَمْ مِنَ الألَمِ تَرْوِيْ الدُّمُوعُ خُدُودَاً ضُرِّجَتْ بِدَمِ
مَاءُ العُيُوْنِ سَقَىْ أَهْدَابَهَا خَجِلاً يَمْشِيْ عَلَىْ طَرَفٍ فِيْ رِقَّةِ الوَهِمِ
سَهْمُ الحَبِيْبِ وَمَىْ مِنْ لَحْظِ مُقْلَتِهِ أَصْمَىْ الفُؤادَ وَ قَلْبُ الشَّامِ مِنْهُ رُمِي
شَامٌ تَغَلْغَلَ فِيْ أَنْفَاسِهَا عَبَقٌ عِطْرُ الحَبِيْبِ وَشَىْ أَسْرَارَهَا الكُتُمِ
عِيسَى تَغَنَّى عَلَى أَفنَانِ رَبْوَتِهَا بُشْرَى بِأَحْمَدَ تَمُّ الحُسْنِ وَ السِّيَمِ
لَمَّا تَجَبَّرَ بِالطُغْيَانِ شَانِئُهَـا وَاسْتَنْسَرَتْ بُغَثٌ فِيْ لُجَّةٍ عُقُمِ
الفُرْسُ وَ الرُّوْمُ عَاثُوا فِيْ حَدَائِقِهَا غُمَّ الضِيَاءُ بِلَيْلٍ غَيْرِ مُنْحَسِمِ
عَمَّ الفَسَادُ فَلَا نَجْمٌ وَ لَا قَمَرٌ وَ البَحْرُ طَمَّ وَ نَاءَ البَرُّ بِالوَخَمِ
وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ أَزجَى مَوَاجِعَهُ أَقْمَارُهُ حُجِبَتْ فِي ظُلمَةٍ جُثُمِ
يَهْوِيْ عَلَىْ مَضَضٍ لِلفَجْرِ مُلتَمِسَاً تَمِشِيْ جَحَافِلُهُ بِالضِّيْقِ وَ الجُشَمِ
شَدْوُ البَلَابِلِ آهَاتٌ عَلَىْ فَنَنٍ وَ الحَقُّ غُيِّبَ خَلْفَ البَاطِلِ الأَثِمِ
كِسْرَىْ وَ قَيْصَرَ كَأسُ الرَّاحِ صَبْوَتُهُمْ وَ المُرُّ وَ الصَّبْرُ كَأسُ الشَّامِ فِيْ العَتَمِ
لَيْلُ العَذَابِ عَلَىْ الأشْوَاكِ صَابِرَةً طَالَ السُّهَادُ وَ مَا لِلفَجْرِ مِنْ نَمَمِ
فِيْ كُلِّ رُكْنٍ شَهِيْدٌ لَا نَصِيْرَ لَهُ مَا أُعْلِيَ الحَقُّ بِالجُهَّالِ وَ البُكُمِ
نَارٌ تَأَجَّجُ فِيْ الأُخْدُوْدِ شَاهِدَةً حِقْدَ اليَهُوْدِ فَأَعْلِ الصَّوْتَ وَ اتَّهِمِ
وَ خُذْ بِثَأرِ رَضِيْعٍ ذَلَّ قَاتِلُهُ هَلْ يَرْدَعِ البَغْيَ إلَّا سَيْفُ مُصْطَلِمِ
وَ الشَّامُ تَهْمِسُ لِلأَقْصَىْ تُوَشْوِشُهُ طُوبَىْ لِطَيْبَةَ نَالَتْ دُرَّةَ الحَرَمِ
عَجْلَىْ وَ تَرْقُبُ نَصْرَ اللهِ فِيْ وَجَلٍ وَعْدَ الخَلَاصِ مِنَ البَلْوَاءِ وَ الجَهِمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
وَ الفِيْلُ يَمْشِيْ تَبُلُّ الرَّمْلَ أَدْمُعُهُ قّدْ رَامَهُ البَغْيُ هَدْمَ البَيْتِ وَ الحُرَمِ
مَحْمُودُ يَبْكِيْ وَ دَمْعُ الشَّامِ مُنْهَمِرٌ وَ البَيْتُ يَدْعُوْ وَ عَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ
لِلْبَيْتِ رَبٌّ وَ رَبُّ البَيْتِ يَحْفَظُهُ طَيْرُ الأبَابِلِ تَرْمِيْ البَغْيَ بِالحِمَمِ
يَارَحْمَةَ اللهِ ……….. هَلَّ النُّوْرُ مُنبَلِجاً لِلَّهِ عَبْدٌ وَ وَلَّىْ عَابِدُ الصَّنَمِ
هَلَّ الحَبِيْبُ فَغَنَّى الكَونُ مِنْ طَرَبٍ وَلَّى الظَّلامُ طَرِيْدَاً شَرَّ مُنْهَزَمِ
هَلَّ الحَبِيْبُ فَغَنَّتْ كُلُّ صَادِحَةٍ فَجرٌ أّطَلَّ وَ غَابَتْ حُلكَةُ الظُلَمِ
مِنْ أطْيَبِ الطُّهْرِ صَاغَ اللهُ مَعْدِنَهُ آبَاؤهُ الصِّيْدُ حَازُوا أَكْرَمَ الرَّحِمِ
خَلْقٌ كَرِيْمٌ كَسَاهُ اللهُ مِنْ خُلُقٍ فَاقَ الخَلَائِقَ فِيْ الأخْلَاقِ وَ الشِّيَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
هُوَ اليَتِيْمُ فَلَا كَفٌ تُهَدْهِدُهُ رَاحَ الأحِبَّةُ إلَّا بَارِئُ النَّسَمِ
بُشْرَىْ حَلِيمَةَ هَذَا السَّعْدُ مَنْزِلُهُ وَصْلُ الحَبِيْبِ سَبِيْلُ الخَيْرِ وَ النِّعَمِ
طُوبَىْ لِزَمْزَمَ تَجْلُوا الصَّدْرَ حَانِيَةً جِبْرِيْلُ يَغْسِلُ وَ الأفْلَاكُ كَالخَدَمِ
حَتَّىْ تَوَضَّأَ بِالإيْمَانِ خَافِقُهُ حُبُّ الإلَهِ وِثَاقٌ غَيْرُ مُنْفَصِمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
هُوَ اليَتِيْمُ مَعَ الأغْنَامِ سَلْوَتُهُ بِظَهْرِ مَكَّةَ بَيْنَ الصَّخْرِ وَ الأُكُمِ
الغُصْنُ وَ الغَيْمُ وَ الأحْجَارُ عَاشِقَةٌ تُهْدِيْ السَّلَامَ بِقَلْبٍ وَالِهٍ وَ فَمِ
حَفَّتْ بِهِ وَ نَسِيْمُ الشَّوْقِ يَسْبِقُهَا مِنْ لَامِسِ الرَأسِ أَوْ مِنْ لَاثِمِ القَدَمِ
عَافَ الكُهُوفَ بَحِيْرَا مُذْ رَأَىْ قَمَرَاً وَ الغَيْمُ يَحْرُسُهُ كَالظِّلِّ فِيْ الخِيَمِ
عُدْ يَا مُحَمَّدُ أَرْضُ الشَّامِ بَاكِيَةٌ قَدْ سَامَهَا البَغْيُ ذُلَّ القَيْدِ وَ اللُّجُمِ
وَ احْذَرْ يَهُودَ فَإنَّ الغَدْرَ شِيمَتُهُمْ دَمُ النَّبِيِّيْنَ جُرْحٌ غَيْرُ مُلتَئِمِ
أَخْبِرْ خَدِيجَةَ أَنَّ المَجْدَ قِسْمَتُهَا مَنْ أُعْطِيَ الحَمْدَ طَالَ المَجْدَ فِي القِمَمِ
هُوَ الكَرِيْمُ فَلَا فِسْقٌ وَ لَا رَفَثٌ هُوَ الأمِيْنُ نَقِيُّ الذَيْلِ وَ الذِمَمِ
هُوَ الحَلِيْمُ فَلَا طَيْشٌ وَ لَا غَضَبٌ هُوَ الصَّدُوْقُ عَفِيْفُ النَّفْسِ وَ الكَلِمِ
نُعْمَىْ خَدِيْجَةَ خَيْرُ الخَلْقِ صَاحِبُهَا الطِّيْبُ لِلطِّيْبِ رَسْمُ اللَّوحِ وَ القَلَمِ
سَلُوْ قُرَيْشَاً وَ قَدْ سُلَّتْ خَنَاجِرُهَا مَنْ يُطْفِئِ النَّارَ عَدْلاً غَيْرَ مُتَّهَمِ
هُوَ الأَمِيْنُ رَضِيْنَا قَوْلَهُ حَكَمَاً يُعْلِيْ البَنِيَّةَ يُرْضِيْ كُلَّ مُخْتَصِمِ
حِلْفُ الفُضُولِ سَمَا مِنْ طِيْبِ حِكْمَتِهِ بِالحَقِّ وَ العَدْلِ أَرْضّىْ كُلَّ مُحْتَكِمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
هَذَا حِرَاءُ دُمُوعُ القَلْبِ تَسْأَلُهُ أَيْنَ الهُدَى وَ جَلاءُ الهَمِّ وَ الغَمَمِ
إقْرَأ مُحَمَّدُ لَا تَرْكَنْ إلَىْ دَعَةٍ طَهِّرْ ثِيَابَكَ رَتِّلْ خَاشِعَاً وَ قُمِ
إقْرَأ مُحَمَّدُ بَشِّرْ كُلَّ ذِيْ ألَمٍ غَيْثُ السَّمَاءِ هَمَىْ بِالعَدْلِ وَ القِيَمِ
إقْرَأ مُحَمَّدُ فَالأكْوَانُ سَاجِدَةٌ وَ الحَقُّ مَاضٍ وَ أَمْرُ اللهِ لَنْ يُضَمِ
إقْرَأ مُحَمَّدُ هَبْ لِلكَوْنِ مَدْرَسَةً فَاللهُ مَنْ عَلَّمَ الإنْسَانَ بِالقَلَمِ
إقْرَأ وَ بَلِّغْ كِتَابَ اللهِ فِيْ جَلَدٍ مَا قَامَ دِيْنٌ بِغَيْرِ الصَّبْرِ وَ الهِمَمِ
إقْرَأ وَ بَلِّغْ وَ لا تَعْنُوْ لِذِيْ صَلَفٍ كَيْدُ البُغَاةِ مَضَىْ بِالذُلِّ وَالنِّقَمِ
إقْرَأ وَ رَتِّلْ وَ أُذْنُ الكَونِ سَامِعَةٌ تَهْفُوْ لِشَدْوِ كِتَابِ اللهِ كَالنَّغَمِ
إقْرَأ مُحَمَّدُ شَامُ اللهِ فِيْ عَطَشٍ لِلغَيِثِ مُنْهَمِلاً يُطْفِيْ لَهِيْبَ ظَمِيْ
بُشْرَىْ شَآمُ أتَاكِ المَجْدُ صَهْوَتُهُ عَدْلٌ وَ سَيْفٌ وَ جُنْدُ الحَقِّ كَالنُّجُمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
قَالُوا القَصِيْدُ وَ قَالُوا السِّحْرُ عِلَّتُهُ أَوْ هَاتِفُ الجِنِّ أَوْ وَحْيٌ مِنَ العَجَمِ
وَاللهِ لَوْ وَضَعُوا الأفْلاكَ فِيْ يَدِهِ وَ الشَّمْسُ وَ البَدْرُ كَالتِيْجَانِ وَ الكُوَمِ
مَا مَالَ قَيْدَاً عَنِ الإيْمَانِ يُعْلِنُهُ رَغْمَ العِنَادِ وَ رَغْمَ السُّفْهِ وَ اللُّوَمِ
عَادٌ طَغَتْ وَ ثَمُودٌ فِيْ غِوَايَتِهَا أنْذِرْ مُحَمَّدُ بَطْشَ اللهِ ذِيْ النِّقَمِ
حُمَّ الأذَىْ وَ رِمَالُ الشِّعْبِ شَاهِدَةٌ جَوْرَ البُغَاةِ وَ صَوْتَ الجَائِعِ الوَجِمِ
عَهْدُ القَطِيْعَةِ هَامُ الأرْضِ تَأكُلُهُ حَرْبُ الرَّسُوْلِ طَرِيْقُ الذُّلِّ وَ العَدَمِ
مَا لِلمَنَايَا أَتَىْ فِيْ اللَّيْلِ مَرْكَبُهَا عَمُّ الحَبِيْبِ قَضَىْ وَ الخَطْبُ جِدُّ عَمِ
مَضَتْ خَدِيْجَةُ عَجْلَىْ صَوْبَ جَنَّتِهَا فَوْقَ الأرَائِكِ نَالَتْ حُسْنَ مُخْتَتَمِ
رَاحَ اللَّذَيْنِ عَلَىْ اللَّأوَاءِ قَدْ صَبَرُوا لَمْ يَبْقَ أَحْمَدُ إلَّا خَيْرُ مُعْتَصَمِ
وَ ذِيْ ثَقِيْفُ تَهَاوَتْ فِيْ جَهَالَتِهَا فَالعَقْلُ فِيْ سَفَهٍ وَ القَلْبُ فِيْ سُدُمِ
صَوتُ الحَبِيْبِ تَسَامَىْ نَحْوَ خَالِقِهِ اللهُ سَامِعُهُ وَ النَّاسُ فِيْ صَمَمِ
يَشْكُوْ إلَيْهِ ضَعِيْفَاً مَالَهُ سَنَدٌ عَزَّ المُجِيْرُ فَلَا عُقْبَىْ مِنَ النُوَمِ
يَشْكُوْ إلَيْهِ كَسِيْرَ القَلْبِ دَامِعَهُ مَنْ لِلنَّبِيِّ سِوَىْ الجَبَّارِ فِيْ اللَّمَمِ
يَشْكُوْ فَتَصْعَدُ لِلرَّحْمَنِ عَبْرَتُهُ ضَجَّتْ نُجُومٌ وَ قَلْبُ الكَوْنِ مِنْهُ دَمِي
ذَاكَ البَعِيْدُ جَهِيْمٌ عِنْدَ دَعْوَتِهِ وَ ذَا العَدُوُّ عَدَا فِيْ سَطْوَةِ الغُشُمِ
جِبْرِيْلُ يَرْقُبُ فَصْلَ القَوْلِ فِيْ وَجَلٍ خُذْ يَا مُحَمَّدُ فَصْلَ القَوْلِ وَاسْتَلِمِ
إنْ شِئْتَ أُطْبِقْ عَلَىْ الكُفَّارِ قَرْيَتَهُمْ أوْ شِئْتَ فَاصْفَحْ وَلُذْ بِاللهِ وَاعْتَصِمِ
هُمُ القَرَابَةُ عَلَّ اللهَ يُخْرِجُهَا ذُرِّيَّةَ الخَيْرِ مِنْ جُهْلٍ وَ مِنْ دُهُمِ
عَدَّاسُ أَقْبَلَ وَ الأشْوَاقُ تَحْمِلُهُ هُوَ الحَبِيْبُ فَيَا نُعْمَىْ لِمُلتَثِمِ
ذُوْ النُّوْنِ يَشْهَدُ وَ الحِيْتَانُ تَسْمَعُهُ خَتْمُ النُّبُوَّةِ مَجْدٌ سَامِقُ السَّنَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
هَذِيْ الشَّآمُ تَزَيَّتْ عِنْدَ مَقْدَمِهِ مِثْلَ العَرُوْسِ كَسَاهَا اللَّيْلُ بِالنُّجُمِ
شُدَّ الرِّحَالَ إلَىْ الأقْصَىْ وَ دَوْحَتَهُ وَ اشْهَدْ مِنَ الكَوْنِ آيَ الحَقِّ وَ اغْتَنِمِ
جِبْرِيْلُ وَ الرُّسْلُ أَرْتَالَا ً قَدِ انْتَظَمَتْ خَلْفَ الحَبِيْبِ كَصَفِّ الجُنْدِ لِلْعَلَمِ
عِيْسَىْ وَ مُوْسَىْ وَ إبْرَاهِيْمُ جَدُّهُمُ مَعَ المَلَائِكِ تَشْدُوْ حُبَّهُ بِفَمِ
ثُمَّ ارْتَقَيْتَ إلَىْ العَلْيَاءِ صُحْبَتَهُمْ فِيْ مَوْكِبٍ حُفَّ باللَّألَاءِ وَ الكَرَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
قُمْ يَا مُحَمَّدُ صَوْبَ المَجْدِ فِيْ شَمَمٍ تُعْلِيْ ذُرَىْ الدِّيْنِ صَرْحَاً غَيْرَ مُنْهَدِمِ
ذُرَّ الرِّمَالَ عَلَىْ الهَامَاتِ غَادِرَةً يَغْفُوا الطُّغَاةُ وَ عَيْنُ اللهِ لَا تَنَمِ
رُوْحٌ تَعَلَّقَ بِالرَّحْمَنِ خَافِقُهَا لَنْ يَحْصُدَ البَغْيُ إلَّا لَوْعَةَ النَّدَمِ
مَا الظَّنُّ بِاثْنَيْنِ كَانَ الحَقُّ صُحْبَتَهُمْ مَا خَابَ مَنْ نَالَ ثَوْبَ العِزِّ وَ الشَّمَمِ
أبْشِرْ سُراقَةُ تَاجُ الفُرْسِ تَلْبَسُهُ وَ ذِيْ الأسَاوِرُ عَهْدَ البِرِّ وَ الذِّمَمِ
هُوَ الطَّرِيْدُ وَ يُعْطِيْ كُلَّ مَكْرُمَةٍ وَ رُبَّ كِسْرَىْ رَهِيْنَ الثَّوْبِ وَ اللُّقَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
طُوبَىْ لِطَيْبَةَ إذْ ضَجَّتْ حَنَاجِرُهَا شَوْقَاً لِأحْمَدَ شَدْواً غَيْرَ مُنْكَتِمِ
فِيْ كُلِّ دَارٍ نَشِيْدُ الحُبِّ تَنْثُرُهُ أحْلَىْ الزُّهُوْرُ وَ شَدْوُ الطَّيْرِ ذُو هَيَمِ
شَيِّدْ مُحَمَّدُ صَرْحَ الحَقِّ مُرْتَفِعَاً هُوَ المَلاذُ وَ مَهْدُ العِلْمِ وَ النُّظُمِ
أَعْلِ النِّدَاءَ إلَىْ الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا اللهُ أَكبَرُ ذَلَّتْ رَايَةُ الرُّجُمِ
أَذِّنْ بِلالُ وَ أَنْذِرْ كُلَّ طَاغِيَةٍ عَهْدُ الجَهَالَةِ أَضحَىْ صُحْبَةَ الرِّمَمِ
أَذِّنْ بِلالُ وَ بَشِّرْ كُلَّ ظَامِئَةٍ أَنَّ الهِدَايَةَ غَيْثٌ هَلَّ كَالدِّيَمِ
أَذِّنْ بِلالُ وَ بَلِّغْ كُلَّ بَاغِيَةٍ أنَّ الطُغَاةَ وَقُودُ النَّارِ وَ الحُطَمِ
أذِّنْ بِلالُ لَعَلَّ الشَّامَ تَسْمَعُهَا نَصْرُ الإلَهِ عَلَىْ الأبْوَابِ فَابْتَسِمِ
اللهُ أَكبَرُ خَيْلُ الحَقِّ تَحْمِلُهَا بَيْنَ السُّهُوْلِ وَ فَوْقَ النَجْدِ وَ التَّهَمِ
هِيَ العَدَالَةُ وَ التَّقْوَىْ تُزَيِّنُهَا نَهْجُ الإلَهِ بَدِيْعُ الصُّنْعِ وَ التَّمَمِ
هُوَ التَّرَاحُمُ بَيْنَ النَّاسِ زِيْنَتُهُمْ تَاجٌ مِنَ الخَيْرِ أَو نُورٌ مِنَ العِصَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
هُوَ الجِهَادُ وَ سَيْفُ الحَقِّ صَفْحَتُهُ تَطْوِي البُغَاةَ وَ تُرْدِيْ كُلَّ مُقْتَحِمِ
أَقْدِمْ مُحَمَّدُ فَالفُرْقَانُ فِيْ شَغَفٍ خَيْلُ المَلائِكِ غَضْبَىْ عِنْدَ ذِيْ التُخُمِ
سَبْعُونَ رَأسَاً مِنَ الجُهَّالِ قَدْ قُلِبُوا فِيْ جُبِّ بَدْرٍ مَعَ الأجْيَافِ وَ البُهُمِ
سَهْمُ الرَّسُوْلِ رَمَاهُ اللهُ فَانْتَثَرَتْ مِنْهُ الجَبَابِرُ أشْلَاءً عَلَىْ وَضَمِ
مِنْ حُبِّهَا رَجَفَتْ أَحْشَاؤهُ أُحُدٌ أُثبُتْ حَبِيْبَ رَسُوْلِ اللهِ فِيْ سَلَمِ
أَجِبْ قُرَيْشَاً مَنِ اغْتَرَّتْ بِسَطْوَتِهَا اللهُ أَعْلَىْ وَ أَنْفُ البَغْيِ فِيْ رَغَمِ
وَ قُلْ لِحَمْزَةَ أَنْتَ اليَوْمَ سَيِّدُهُمْ رَكْبُ الشَّهَادَةِ أَهْلُ العَزْمِ وَ الشُّكُمِ
أَقْدِمْ مُحَمَّدُ خَيْلُ اللهِ مَا تَعِبَتْ مَا رَابَهَا الضَّعْفُ أَو مَلَّتْ مِنَ السَّأَمِ
رُصَّ الصُّفُوفَ فَذِيْ الأحزَابُ قَدْ جَمَعَتْ وَ الرِّيْحُ قّدْ عَصَفَتْ مّوَّارَةَ الحُسُمِ
بَنُوْ قُرَيظَةَ نَقْضُ العَهْدِ شِيمَتُهُم وَ السَّيْفُ شَافِيَهُمْ مِنْ عِلَّةِ الجُرُمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
أَقْدِمْ مُحَمَّدُ صَوْبَ البَيْتِ فِيْ أَدَبٍ وَ اخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلجَبَّارِ ذِيْ العِظَمِ
وَ اصْفَحْ وَ سَامِحْ وَ أَعْلِيْ كُلَّ مَكْرُمَةٍ أَخٌ حَبِيْبٌ فَأطْلِقْ كُلَّ ذِيْ عَشَمِ
وَ اصْدَعْ بِدَعْوَةِ إبْرَاهِيْمَ ثَانِيَةً فَاللهُ مُبْلِغُهَا فِيْ السَّهْلِ وَ الأُطُمِ
وَ اصْنَعْ مُحَمَّدُ مِنَّا أُمَةً كَرُمَتْ أَحْلَامُهَا جُبِلَتْ بِالنُّوْرِ وَ الحِكَمِ
اللهُ أَخْرَجَهَا غّرَّاءَ خَاشِعَةً فَالنُّوْرُ مُنبَلِجٌ مِنْ فَجْرِهَا البَسِمِ
مِنْ قُوَّمٍ طُهُرٍ أَوْ صُوَّمٍ صُبُرٍ أَوْ فَارِسٍ عَلَمٍ أَوْ تَالِدٍ هُضُمِ
مَا غَرَّهَمْ وَلَعٌ بِالتَّاجِ أَوْ طَمَعٌ أَوْ قَادَهُمْ جَشَعٌ لِلمَالِ وَ اللُطَمِ
مَا رَدّهُمْ ضَجَرٌ أَوْ نَابَهُمْ خَوَرٌ مِنْ عُقبَةٍ بَعُدَتْ أَوْ حَائِرٍ بَرِمِ
سُبْغُ الحَدِيْدِ بَدَتْ مِنْ خَلفِهَا حَدَقٌ خُضْرُ الكَتَائِبِ مَهْوَى الفَارِسِ الكُدَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
هَذِي البَنِيَّةُ طَافَتْ حَوْلَهَا أُمَمٌ ضَجَّتْ مُلَبِّيَةً تَدْعُوْ بِمُلتَزَمِ
جَاءَتْ وُفُودُهُمُ مِنْ كُلِّ قَاصِيَةٍ عَجَّتْ قَوَافِلُهُمْ بِالغُرِّ وَ السُّهُمِ
حَجَّتْ مُوَدِّعَةً بِالصِّدْقِ شَاهِدَةً أَفْضَالَ أَحْمَدِهَا مِنْ خَيْرِهِ الجَمَمِ
عَهْدُ الظّلامِ مَضَىْ ذَلَّتْ صَحَائِفُهُ وَ الحَقُّ جَنَّتُهُ وَضَّاءَةَ الرُّسُمِ
أَكْرِمْ بِأَحْمَدَ مَنْ جَلَّىْ مَعَالِمَهَا مَنْ بَلَّغَ الحَقَّ لَمْ يَهْدأ وَ لَمْ يُلَمِ
أَدَّىْ الأمَانَةَ مَا كَلَّتْ عَزائِمُهُ نُسِجَتْ شَرَائِعُهُ مَحْبُوكَةَ اللُّحَمِ
فَاهْنَأ مُحَمَّدُ بِالفِرْدَوسِ جَائِزَةً نِعْمَ الرَّفِيقُ وَ طِيْبُ العِطْرِ وَ الحَشَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
سِرْ يَا أُسَامَةُ نَحْوَ الشَّامِ فِي لُجُبٍ فُكَّ الإسَارَ وَ أنْجِزْ صَادِقَ الحُلُمِ
شَامُ الرَّسُوْلِ خِيَارُ اللهِ مِنْ بَلَدٍ مَهْوَىْ الصَّحَابَةِ خَيْرِ النَّاسِ كُلِّهِمِ
شَامُ المَسِيْحِ مَشَىْ فِي ظِلِّ دَوحَتِها عَافَ الكَرَىْ وَ جَفَا فَتَّانَةَ الأُدُمِ
شَامُ الرَّسُوْلِ عَمُودُ الحَقِّ مَنْزِلُهُ مَا دَاجَ لَيلُ العَمَىْ مِنْ فِتْنَةٍ قُتُمِ
شَامُ الرِّبَاطِ جُنُوْدُ الحَقِّ تَحْرُسُهَا حِصْنُ الجِهَادِ وَ أَرْضُ الحَشْرِ وَ الخَتَمِ
فَاهْنَأ مُحَمَّدُ إنَّ الشَّامَ عُصْبَتُهَا بَالحَقِّ قَائِمَةٌ مَنْصُوْرَةَ القَسَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
تَرَكْتَ فِيْنَا كِتَابَاً عَزَّ نَاصِرُهُ وَ سُنَّةً كَبَدِيْعِ الوَشْيِ فِيْ الرُّقُمِ
المَجْدُ يَبْلُغُهُ مُسْتَمْسِكٌ بِهِمَا يَتْلُوْ فَتَرْوِيَهُ مِنْ خَيْرِهَا العَرِمِ
آيٌ تَنَزَّلُ بِالأنْوَارِ سَاطِعَةً تَجْلُوْ الصُّدُوْرَ وَ تَشْفِيْ كُلَّ ذِيْ سَقَمِ
اللهُ مُنْزِلُهَا جِبْرِيلُ حَامِلُهَا مَحْمُوْدُ مُبلِغُهَا لِلصَحْبِ وَ الأُمَمِ
شَرْعُ الإلَهِ طَرِيقٌ غَيْرُ ذِيْ عِوَجٍ بَانَتْ أزَاهِرُهُ فِيْ الأرْضِ كَالإرَمِ
بَرْدُ الشَّرَابِ طَهُورٌ شَفَّ مَدْمَعُهُ يَرْوِيْ العَلِيْلَ هُدَىً مِنْ مَائِهِ الشَّبِمِ
دُرٌ تَلَأْلَأَ نُوْرَاً فِيْ خَوَاتِمِهِ آيَاتُهُ نَطَقَتْ فِيْ سِيْرَةٍ وَ فَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
آيَاتُهُ نُثِرَتْ نُوْرَاً عَلَىْ بَشَرٍ أَنْعِمْ بِقُرْآنٍ يَمْشِيْ عَلَىْ قَدَمِ
أَخْلَاقُهُ رَوِيَتْ مِنْ كَوْثَرٍ غَبَبَاً فَاحْتَارَ نَاظِرُهَا مِنْ حِلْيَةِ الأُجُمِ
إيمَانُهُ جَبَلٌ وَ الحُبُّ رَائِدُهُ وَ الشَّيْبُ زَيَّنَهُ مِنْ خَوفِ مُزْدَحَمِ
جَوْفُ اللَّيَالِيْ سَمَا مِنْ حُسْنِ سَجْدَتِهِ عَمَّ الضِّيَاءُ فَقُمْ فِي نُوْرِهِ وَ صُمِ
مَا جَرَّ ثَوْبَ حَرِيْرٍ أَوْ مَشَىْ بَطَرَاً فَالتَّمْرُ وَ المَاءُ خَيْرُ الزَّادِ وَ الدَّسَمِ
الحِلْمُ وَ الصَّبْرُ فِيْ الضَّرَّاءِ شِيْمَتُهُ وَ الفَضْلُ وَ الجُوْدُ مِثْلُ الرِّيحِ فِيْ عَمَمِ
هُوَ الحَيِيُ كَرِيْمٌ مِنْ وَضَاءَتِهِ إذا تَبَسَّمَ فَانْظُرْ حُسْنَ مُبْتَسِمِ
عِنْدَ الوَطِيْسِ إذَا حُمَّتْ مَعَامِعُهَا دِرْعُ الصَّحَابَةِ وَ الشُّجْعَانِ مِنْ ضَرَمِ
مِنْهُ التَّوَاضُعُ فَوْقَ الأرْضِ مَجْلِسُهُ عَفْوٌ وَ صَفْحٌ عَنِ الجُهَّالِ وَ الخَصِمِ
عِلْمٌ وَ تَقْوَىْ وَ لِيْنٌ زَانَ جَانِبَهُ عَدْلٌ وَ شُورَىْ وَ سَيْفٌ قَاطِعٌ وَ كَمِي
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
يَا لَائِمَ الشَّامِ فِيْ حُبٍ بَرَىْ كَبِدَاً كُفَّ المَلَامَةَ وَ انْشُدْ طِيْبَهُ وَ هِمِ
أَضحَىْ مُحَمَّدُ فِيْ أَنفَاسِهَا عَبَقٌ وَرْدٌ يُرَدِّدُ طِيْبَ العِطْرِ وَ النَّسَمِ
يَارَبِّ صَلِّ وَ سَلِّمْ مَا هَمَىْ مَطَرٌ عَلَىْ الحَبِيْبِ رَسُوْلِ الجُوْدِ وَ الكَرَمِ
يَارَبِّ صَلِّ صَلاةً مَالَهَا عَدَدٌ عَلَىْ الكَرِيْمِ حَسِيْبِ الأَصْلِ وَ الرَّحِمِ
يَارَبِّ صَلِّ وَ سَلِّمْ مَا زَهَىْ قَمَرٌ عَلَىْ الأمِيْنِ كَرِيْمِ الوَجْهِ وَ الشِّيَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
مَا لِلشَآمِ سِهَامُ الغَدْرِ تَقْصِدُهَا مَا نَالَ شَانِئُهَا عِزَّاً وَ لَمْ يَرُمِ
تَبْكِيْ الشَّآمُ وَ جُنْدُ الحَقِّ مُتْعَبَةٌ جَمْعُ المَجُوْسِ أَتَىْ بِالنَّارِ وَ الحِمَمِ
كِسْرَىْ وَ قَيْصَرُ قَدْ سُلَّتْ خَنَاجِرُهُمْ وَ الشَّامُ ثَكْلَىْ بِذُلِّ القَيْدِ وَ الخُطُمِ
حِقْدُ المَجُوْسِ تَبَدَّىْ فِيْ مَجَازِرِهِمْ وَ الرُّومُ حَامَتْ تَرُوْمُ العَوْدَ بِالغُنُمِ
تَكَالَبَ النَّاسُ كَالجَوْعَىْ وَ قَصْعَتُهُمْ شَامُ الرَّسُوْلِ كَصَيْدِ الجَائِعِ النَّهِمِ
مَنْ لِلقُرُوْدِ إلَىْ الأوْثَانِ سَاجِدَةً وَ العِجْلُ مُنْتَفِشٌ فِيْ غِرَّةِ القَزَمِ
بَغَوْا وَ عَاثُوْا وَ عَمَّ الشَّامُ حِقْدَهُمُ مَا رَدَّهَمْ صِغَرُ الأطْفَالِ وَ الهَرِمِ
هَدْمٌ وَ قَتْلٌ وَ تَشْرِيْدٌ وَ مَجْزَرَةٌ كَيْدُ المَجُوْسِ وَ مَكْرُ الرُّوْمِ وَ العَجَمِ
مَنْ لِليَتَامَىْ بِأَرْضِ الشَّامِ دَمْعَتُهُمْ مِثْلُ السَّحَابِ سَخِيُّ الدَّمْعِ وَ الرَّخَمِ
لَمْ يَنْجُ طِفْلٌ وَ لَا شَيْخٌ وَ لَا شَجَرٌ أَوَاهُ نَادَتْ فَلَمْ تُنْجَدْ بِمُعْتَصِمِ
رَأسُ الصَّبِيَّةِ يَشْكُوْ سَيْفَ قَاتِلِهَا دَمُ الشَّهِيْدِ إلَىْ العَلْيَاءِ فِيْ يَمَمِ
تَبْكِيْ المَسَاجِدُ قَدْ هُدَّتْ مَآذِنُهَا صَوْتُ المُؤَذِنِ مَكْتُومٌ مِنَ الألَمِ
مَا لِلشَآمِ سِوَىْ الرَّحْمَنِ مِنْ سَنَدٍ يَارَبِّ فَرِّجْ وَ عَجِّلْ نَصْرَ مُنْتَقِمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
شَامُ الكِتَابِ غَدَتْ وَ النَّصْرُ غُرَّتُهَا شَامُ الجِهَادِ وَ مَهْدُ القَاطِعِ الصَّرِمِ
شَامُ الرَّسُوْلِ أَتَتْ وَ المَجْدُ رَايَتُهَا عَوْدَاً لِسُنَّتِهِ الغَنَّاءَ وَ احْتَكِمِي
يَارَبِّ أَنْجِدْ بِلَادَ الشَّامِ مِنْ كُرَبٍ قَدْ مَادَ كَاهِلُهَا مِنْ فِتْنَةٍ طَمَمِ
يَارَبِّ طَهِّرْ بِلَادَ الشَّامِ مِنْ نَجَسٍ وَ احْفَظْ رَوَابِيَهَا مِنْ أَخْبَثِ الوَرَمِ
يَا جُنْدَ أَحْمَدَ لِلعَلْيَاءِ طَامِحَةً أَعْلُوا مَنَائِرَهَا بِالعِزِّ وَ الدِّعَمِ
يَا أُمَّةَ الحَقِّ صَّبْرَاً حَوْلَ سُنَّتِهِ طُولِيْ بِهَا المَجْدَ وَ العَلْيَاءَ وَ اسْتَقِمِ
مَا نَالَ عِزَّتَهَا إلَّا فَوَارِسُهَا فَالنَّصْرُ غُرَّتُهُ لِلصَّابِرِ الحَزِمِ
هُبُّوا لِرِفْعَتِهَا بِالسَّيْفِ وَ القَلَمِ صَدْرُ الحَيَاةِ مَضَىْ لِلعَاقِلِ الفَهِمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦
مَنْ لِلمُتَيَّمِ قّدْ سَارَتْ رَوَاحِلُهُ يَبْغِيْ مِنَ الحَوْضِ وِرْدَاً خَيْرَ مُخْتَتَمِ
يَطْوِيْ لَظَىْ البِيْدِ لَا زَادٌ وَ لَا رُفُدٌ يَرْجُوْ القِرَىْ وَ شَرَاباً دَائِمَ النِّعَمِ
فِيْ كَفِّهِ عَزَمَاتُ المَجْدِ مِنْ نَسَبٍ عِزُّ الشَّفَاعَةِ يَمْحُوْ ذِلَّةَ النَّدَمِ
يَارَبِّ أَنْتَ الرَّجَا بَلِّغْ رَوَاحِلَهُ طِيْبَ الوُرُوْدِ وَ كَأسَ الجُوْدِ وَ الكَرَمِ
يَامَنْ بِأَحْمَدَ شَامُ الخَيْرِ قَدْ نُصِرَتْ جَدِّدْ لَهَا اليَوْمَ عَهْدَ العِزِّ وَ الشَّمَمِ
♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦ • ♦